خلت الديار وصُمّت الآفاق
وتجمدت في دمعها الأحداقُ
ورنت نجوم الليل فارتدت أسًى
وتسللت ينأى بها الإطراقُ
لم يَبقَ غيرُ صفير ريح نادبٍ
هزّ السكون فردت الأوراقُ
ونواح ساقية تهدج صوتها
فلها مع الليل الحزين وفاقُ
سارت تلم بكل ساح من دم
الأطهار رفدًا لا يزال يراق
فامش الهوينى واسعَ في رفق فقد
أغفى الشهيد ومالت الأعناق
وتوسدت جثث الضحايا أرضها
فالساح رحب والحُمَامُ دهاقُ
ألق السلام فهذه الأجساد رو
حٌ طاهر تسرى بها الآفاق
واسرح بطرفك فالمنازل قفرة
وذووا المنازل في الحمام رفاق
سلها تحدث عن هموم نهارها
عن هولها عما جنى الفساقُ
عن وابل النيران يزحف نحوها
في ليلة ما بعدها إشراق
شرس الخطى نهمًا حقودًا كلما
زاد اضطرامًا جاعت الأشداق
حُمَمٌ همت.. جثثٌ تهاوت.. صرخةٌ
قد أجفلت واستُلتِ الأرماقُ
وُئِدَ الجميع بلحظةٍ فكأنما
للموت في ركب الحياة سباق
وترنحت أرض الجراح لتحتوي
ما بين أضلعها الحياة عناق
سلها عن الطفل الرضيع بمهده
في أي ذنب يوأد الإوراق!
سلها عن الأعمار تحصد والمنى
والبشر والآمال والأعلاقُ
سل كيف تُغتَال البلاد بليلة
ومع الدماء توزع الأطباق
هذى الخرائب قد حكت وتكلم
الطاعون والحرمان والإملاق
وتكلمت آهات أم واكتوى
في الصدر جرح صارخ حَرَّاقُ
وتكلمت عين الصبي ورددت
رغم الذهول بدمعه الأحداقُ
لكن أجوبة الجميع تداركت
عن بوحها وتكلم الإطراق
غاصت بها بين الضلوع وشدها
في موكب المتآمرين وثاق