[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قال تعالى وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (47)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يقول الشيخ السعدي
لما ذكر تعالى أنه الحاكم بين عباده، وذكر مقالة المشركين وشناعتها، كأن
النفوس تشوقت إلى ما يفعل اللّه بهم يوم القيامة، فأخبر أن لهم ( سُوءَ الْعَذَابِ )
أي: أشده وأفظعه، كما قالوا أشد الكفر وأشنعه، وأنهم على - الفرض والتقدير -
لو كان لهم ما في الأرض جميعا، من ذهبها وفضتها ولؤلؤها وحيواناتها
وأشجارها وزروعها وجميع أوانيها وأثاثها ومثله معه، ثم بذلوه يوم القيامة
ليفتدوا به من العذاب وينجوا منه، ما قبل منهم، ولا أغنى عنهم من عذاب اللّه
شيئا، يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
( وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون )
أي يظنون من السخط العظيم والمقت الكبير ، وقد كانوا يحكمون لأنفسهم بغير
ذلك ، ( وبدا لهم سيئات ما كسبوا ) أي الأمور التي تسوؤهم بسبب صنيعهم
وكسبهم "
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وقوله: ( وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ) وهم المشركون، ( مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ ) أي: ولو أن
جميع ملك الأرض وضعفه معه ( لافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ ) أي: الذي أوجبه الله لهم يوم
القيامة، ومع هذا لا يُتقبل منهم الفداء ولو كان ملء الأرض ذهبا، كما قال في الآية الأخرى:
( وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ( أي: وظهر لهم من الله من العذاب والنكال بهم ما لم
يكن في بالهم ولا في حسابهم،
وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ(48) .
( وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا ) أي: وظهر لهم جزاء ما اكتسبوا في الدار الدنيا من المحارم والمآثم،
( وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) أي: وأحاط بهم من العذاب والنكال ما كانوا يستهزئون به في الدار الدنيا .
لاحظوا أيها الكرام أنهم كانوا يظنون بأنفسهم خيراً ، وأنهم لشدّة غفلتهم حكموا
لأنفسهم بأنهم مُستنَون من عذاب الله ، جهلاً واغتراراً وانخداعاً بأنفسهم ، غرّهم
إحسان الظن بنفوسهم فحكموا لها ولم يحكموا عليها ، بل لم يوقفوها ويحاسبوها،
ولم يعرضوها على شرع الله ليقفوا على حكمٍ صائبٍ ، إنما عرضوها على
أهوائهم ومحبتهم لأنفسهم وأن لهم من الحصانة ما يمنع عنهم العذاب ..
فهل نكون منهم ، ونحن لا نشعر !
أو ربما سرتِ الغفلة إلينا وأن إحسان الظن بأنفسنا لما هو ظاهرنا من علامات
الاستقامة كاللحية والثوب المرتفع عن الكعبين ومجالسة الصالحين ، جعَلَنا نعمى
عن حالنا وما عليه قلوبنا من القسوة ! في حين لو أنّا أقمنا الميزان لأعمالنا
ووضعنا النقاط على الحروف لربما لم يكن في مرجِّحات كِفّتنا إلا القليل القليل
من الأعمال
وإن أردتَ أن تقف على مقدار ما عندك فقارن أعمالك وأفعالك بأفعال السابقين
من العلماء والصالحين ، لتقف على بونٍ شاسعٍ بينك وبينهم ، ذاك عالمٌ يدرس
عليه الطلاب من الصباح إلى المساء ، وذاك رجلٌ من كبار السن ممن نفوقهم
عِلماً ونقصر عنهم عملاً ، يحافظ على سبحة الضحى وعلى قيام الليل ، وتلك
عجوزٌ تخرج من بيتها تتصدق على جيرانها بما يسر الله بتمرةٍ وبشِقّ تمرة ..
تأمل يا رعاك الله هذا الحديث النبوي الشريف ( الكيس من دان نفسه وعمل لما
بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني )
فأخاطب نفسي أولا وأنت ثانيا فأقول
أيها الملتزم الهائم في غفلته وأنا واحد منكم ، أين التشمير على سواعد الجد
وأين البحث عن الجانب المظلم في نفسك لتطهره وتتوب إلى ربك..
أم أنك إتكلت على لحية وثوب قصير وكفى ؟!
على أنك تطبق السنة ، ولكنك قد تخدع نفسك بتسليتها بهما !
وقد تأتي يوم القيامة بحسنات مثل الجبال ترجوا ثوابها وبرها وجزائها،
فتجدها آثاما وأغلالا كبلتك فيا حسرة عليك وما أشدها من حسرة
يومها يبدو لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون !!!
فاحذر ياأخي الحبيب أن تكون من هذه الأصناف وأنت لاتشعر.
فأسأل الله ان يسترني وإياكم وينجينا من طغيان المعاصي و الطاعات
وأن يجنبنا الفتن المهلكات إنه على كل شيء قادر
وصل اللهم وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
...محمد لطفي...
قال تعالى وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (47)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يقول الشيخ السعدي
لما ذكر تعالى أنه الحاكم بين عباده، وذكر مقالة المشركين وشناعتها، كأن
النفوس تشوقت إلى ما يفعل اللّه بهم يوم القيامة، فأخبر أن لهم ( سُوءَ الْعَذَابِ )
أي: أشده وأفظعه، كما قالوا أشد الكفر وأشنعه، وأنهم على - الفرض والتقدير -
لو كان لهم ما في الأرض جميعا، من ذهبها وفضتها ولؤلؤها وحيواناتها
وأشجارها وزروعها وجميع أوانيها وأثاثها ومثله معه، ثم بذلوه يوم القيامة
ليفتدوا به من العذاب وينجوا منه، ما قبل منهم، ولا أغنى عنهم من عذاب اللّه
شيئا، يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
( وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون )
أي يظنون من السخط العظيم والمقت الكبير ، وقد كانوا يحكمون لأنفسهم بغير
ذلك ، ( وبدا لهم سيئات ما كسبوا ) أي الأمور التي تسوؤهم بسبب صنيعهم
وكسبهم "
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وقوله: ( وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ) وهم المشركون، ( مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ ) أي: ولو أن
جميع ملك الأرض وضعفه معه ( لافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ ) أي: الذي أوجبه الله لهم يوم
القيامة، ومع هذا لا يُتقبل منهم الفداء ولو كان ملء الأرض ذهبا، كما قال في الآية الأخرى:
( وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ( أي: وظهر لهم من الله من العذاب والنكال بهم ما لم
يكن في بالهم ولا في حسابهم،
وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ(48) .
( وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا ) أي: وظهر لهم جزاء ما اكتسبوا في الدار الدنيا من المحارم والمآثم،
( وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) أي: وأحاط بهم من العذاب والنكال ما كانوا يستهزئون به في الدار الدنيا .
لاحظوا أيها الكرام أنهم كانوا يظنون بأنفسهم خيراً ، وأنهم لشدّة غفلتهم حكموا
لأنفسهم بأنهم مُستنَون من عذاب الله ، جهلاً واغتراراً وانخداعاً بأنفسهم ، غرّهم
إحسان الظن بنفوسهم فحكموا لها ولم يحكموا عليها ، بل لم يوقفوها ويحاسبوها،
ولم يعرضوها على شرع الله ليقفوا على حكمٍ صائبٍ ، إنما عرضوها على
أهوائهم ومحبتهم لأنفسهم وأن لهم من الحصانة ما يمنع عنهم العذاب ..
فهل نكون منهم ، ونحن لا نشعر !
أو ربما سرتِ الغفلة إلينا وأن إحسان الظن بأنفسنا لما هو ظاهرنا من علامات
الاستقامة كاللحية والثوب المرتفع عن الكعبين ومجالسة الصالحين ، جعَلَنا نعمى
عن حالنا وما عليه قلوبنا من القسوة ! في حين لو أنّا أقمنا الميزان لأعمالنا
ووضعنا النقاط على الحروف لربما لم يكن في مرجِّحات كِفّتنا إلا القليل القليل
من الأعمال
وإن أردتَ أن تقف على مقدار ما عندك فقارن أعمالك وأفعالك بأفعال السابقين
من العلماء والصالحين ، لتقف على بونٍ شاسعٍ بينك وبينهم ، ذاك عالمٌ يدرس
عليه الطلاب من الصباح إلى المساء ، وذاك رجلٌ من كبار السن ممن نفوقهم
عِلماً ونقصر عنهم عملاً ، يحافظ على سبحة الضحى وعلى قيام الليل ، وتلك
عجوزٌ تخرج من بيتها تتصدق على جيرانها بما يسر الله بتمرةٍ وبشِقّ تمرة ..
تأمل يا رعاك الله هذا الحديث النبوي الشريف ( الكيس من دان نفسه وعمل لما
بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني )
فأخاطب نفسي أولا وأنت ثانيا فأقول
أيها الملتزم الهائم في غفلته وأنا واحد منكم ، أين التشمير على سواعد الجد
وأين البحث عن الجانب المظلم في نفسك لتطهره وتتوب إلى ربك..
أم أنك إتكلت على لحية وثوب قصير وكفى ؟!
على أنك تطبق السنة ، ولكنك قد تخدع نفسك بتسليتها بهما !
وقد تأتي يوم القيامة بحسنات مثل الجبال ترجوا ثوابها وبرها وجزائها،
فتجدها آثاما وأغلالا كبلتك فيا حسرة عليك وما أشدها من حسرة
يومها يبدو لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون !!!
فاحذر ياأخي الحبيب أن تكون من هذه الأصناف وأنت لاتشعر.
فأسأل الله ان يسترني وإياكم وينجينا من طغيان المعاصي و الطاعات
وأن يجنبنا الفتن المهلكات إنه على كل شيء قادر
وصل اللهم وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
...محمد لطفي...