نصرة الاسلام


عزيزي الزائر... إذا لم تكن مسجل لدينا برجاء ان تشرفنا بتسجيلك معنا لمشاهدة كافة المواضيع
نرجو من الله جميعاً القبول







انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نصرة الاسلام


عزيزي الزائر... إذا لم تكن مسجل لدينا برجاء ان تشرفنا بتسجيلك معنا لمشاهدة كافة المواضيع
نرجو من الله جميعاً القبول





نصرة الاسلام

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجموعات Google
اشتراك في نصرة الاسلام
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة
        
     
  
     

 

                 
 


                               

 
 

 


    أسلحة الشيطان الفتاكة و سبل الوقاية :

    محمد فؤاد
    محمد فؤاد
    مدير عام المنتديات
    مدير عام المنتديات


    ذكر السمك عدد الرسائل : 2266
    تاريخ الميلاد : 28/02/1971
    العمر : 53
    الدولة : مصر
    الحالة الاجتماعية : اعزب
    نقاط : 4995
    السٌّمعَة : 24
    تاريخ التسجيل : 06/06/2008

    أسلحة الشيطان الفتاكة و سبل الوقاية : Empty أسلحة الشيطان الفتاكة و سبل الوقاية :

    مُساهمة من طرف محمد فؤاد الخميس 26 أغسطس 2010, 11:54 am

    أسلحة الشيطان الفتاكة و سبل الوقاية :
    في المعركة الأزلية الدائرة بين الشيطان و الله عزوجل ، يقف الانسان في صلب هذه المعركة، بحيث أنه يشكل محور هذا الصراع، و هدف الإنسان السوي هو النجاح في تخطي عوائق الشيطان، و الوصول إلى النصر المؤزر عليه، و هذه المعركة كأي معركة أخرى ، لا بد من أجل الانتصار فيها من امتلاك معلومات كافية عن العدو حتى يتميز عن الحليف ، و أيضا لا بد من امتلاك الأسلحة المناسبة للمواجهة ، و المعرفة و الدراية بكيفية استعمال هذه الأسلحة ، و حتى يتحقق النصر لا بد إضافة إلى ذلك من معرفة نوعية ألأسلحة التي يحارب بها العدو، حتى يُعد لها الرد المناسب و الوقاية منها بالطريقة السليمة.
    و في حربنا مع الشيطان لا بد من حضور عناصر هذه المعركة كلها حتى يتحقق النصر على الشيطان و مخططاته ، و هنا نتساءل : ما هي نوعية الأسلحةالتي يستخدمها الشيطان في المعركة ، و كيف يمكن التوقي و الحذر منها ؟
    أمير المؤمنين يبين لنا هذه الأسلحة الشيطانية بقوله : قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع الْفِتَنُ ثَلَاثٌ حُبُّ النِّسَاءِ وَ هُوَ سَيْفُ الشَّيْطَانِ وَ شُرْبُ الْخَمْرِ وَ هُوَ فَخُّ الشَّيْطَانِ وَ حُبُّ الدِّينَارِ وَ الدِّرْهَمِ وَ هُوَ سَهْمُ الشَّيْطَانِ فَمَنْ أَحَبَّ النِّسَاءَ لَمْ يَنْتَفِعْ بِعَيْشِهِ وَ مَنْ أَحَبَّ الْأَشْرِبَةَ حَرُمَتْ عَلَيْهِ الْجَنَّةُ وَ مَنْ أَحَبَّ الدِّينَارَ وَ الدِّرْهَمَ فَهُوَ عَبْدُ الدُّنْيَا
    السلاح الأول : النساء:
    حب النساء له وجهان ، وجه سلبي يكون فيه الشيطان منفذا لأسلوب الإغواء و الانحراف من خلال عنصر الشهوة الذي يكتنف الكثير من جوانب حياة الإنسان، و هناك وجه إيجابي حيث تكون المرأة فيه مساعدا على العفة و الحصانة.
    يقول أمير المؤمنين أن حب النساء يمثل بالنسبة للشيطان سيفا مسلطا على الرجال ، بحيث أن طبيعة الضرب بالسيف هي القتل أو الإعاقة ، و المرأة كما وصفها الله في بدء خلقها تتميز بأنها تحرك عنصر الشهوة في الرجل : {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} (14) سورة آل عمران
    إذا أردنا أن نعمق مفهوم هذا الحديث لوجدنا أن الشيطان يستخدم المرأة غرضا لإغواء الرجل، و من هنا علينا التفريق بين المرأة التي هي سيف مسلط من قبل الشيطان على الرقاب ،و بين المرأة التي هي نعمة من الله على الرجل.
    فمنذ القدم كان هناك نهجان في التعامل مع المرأة التعامل الإنساني الذي يبتني على صيانة المرأة و حفظ كيانها و عدم تعريضها للهتك و الإساءة و التشهير من قبل أي كان، و بالتالي عدم استعبادها للشهوة، و هناك التعامل الشيطاني الذي أباح كل ما لا يجوز إنسانيا بحق المرأة فأسقط كرامتها و انتهك حقوقها، و جعلها سلعة ،و نهج تسليع المرأة كان نهجا شيطانيا منذ القدم، و قد هدف الشياطين من خلال ذلك إلى السيطرة على الرجل بواسطة نقطة ضعف عامة موجودة فيه و هي الشهوة و الغريزة.
    في القرآن يتحدث الله في سورة الفلق عن النفاثات في العقد فيدعو المؤمن إلى التعوذ إلى الله منهن، و النفاثات جمع مؤنث سالم،هن ساحرات ينفخن على العقد، من أجل سحر الآخرين، و لا ريب أن النساء اللواتي يمتهن الإغواء و البغاء يستطعن سحر الرجل و السيطرة عليه و قيادته إلى الموطن الشيطاني، و يمكننا أن نفسر كثيرا من الأحاديث التي ذمت النساء على أساس أنها موجهة إلى هذه الفئة من النساء، و إلا فإن المرأة التي تنتهج نهج العفة و الحصانة و لا تمتثل لأوامر الشيطان لا تنطبق عليها أوصاف الذم و القدح .
    و في عصرنا الحاضر وصل مجال تسليع المرأة في عصر العولمة و من خلال الإعلام خاصة بالإضافة إلى الثقافة الليبرالية السائدة، و الحرية الشخصية .. و نهج المساواة بني الجنسين، إلى أن تكون المرأة أكثر السلع انتشارا و أرخصها سعرا ،و أكثرها شعبية.. يكفي أن نشاهد أي وسيلة إعلام و نراقب حضور المرأة و من ثم نفكر في دورها أو قيمتها التي تظهر في الوسيلة الإعلامية.
    و قد ذكر أمير المؤمنين أثر حب النساء فقال ، أن من أحب النساء بهذا الشكل السلبي لا ينتفع بعيشه ، و لأن اللذة و الشهوة و إرضاء الغريزة التي تتحصل للشخص آنية و سريعة الانقضاء ، عوضا عن أنها مستمرة ، مما يجعل الإنسان لا يشبع نفسه و لا يرضيها، و يرزح تحت وطأة الحاجة باستمرار فلا ينتفع في عيشه بالسعادة و الرضا و المحبة .
    و قد وضح القرآن سبيل الوقاية من هذا السيف الشيطاني الذي أساسه الزواج الذي يحمي الرجل من الوقوع في شباك الشهوة و يحصنه أمام الإغراءات، و إذا لم يكن في وارد الزواج لأي علة فما عليه إلا العفة : وَ لْيَسْتَعْفِفِ الَّذينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ . و قد ذكر أمير المؤمنين في نهج البلاغة مَا الْمُجَاهِدُ الشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَعْظَمَ أَجْراً مِمَّنْ قَدَرَ فَعَفَّ لَكَادَ الْعَفِيفُ أَنْ يَكُونَ مَلَكاً مِنَ الْمَلَائِكَة .
    السلاح الثاني : شرب الخمر:
    وصفه أمير المؤمنين بأنه فخ الشيطان ، و الفخ سلاح للصيد، تقع فيه الفريسة و تؤخذ بلا مقاومة ،و ينفذ فيها صاحب الفخ ما يريد بلا قدرة لها على الرفض و الاختيار. وهو أصل كل شر كما ورد في الحديث عن الرسول : جُمِعَ الشَّرُّ كُلُّهُ فِي بَيْتٍ وَ جُعِلَ مِفْتَاحُهُ شُرْبَ الْخَمْرِ. وفي القرآن وصف بين واضح للأثر المدمر للخمر حيث يقول الله عزوجل : يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَ الْمَيْسِرُ وَ الْأَنْصابُ وَ الْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) و الرجس يعني الشيء الخبيث ، وكل عمل يعمله الشيطان لا يتناسب مع الفطرة و الإنسانية الطريقة الإيمانية السليمة.
    و في الآية ألأخرى يشدد الله عزوجل على خطورة الخمر فيقول :إِنَّما يُريدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَ الْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَ الْمَيْسِرِ وَ يَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ عَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91) و هذه الآثار المدمرة التي تكتنف شرب الخمر مما تدفع العاقل اللبيب لكي يبتعد عنها كل البعد.
    و الآثار المهلكة للخمر واضحة جدا و لا يمكن لأي خبير أن يبرر على الإطلاق شرب الخمر، بسبب الآثار السلبية العظيمة و الخطيرة التي يتركها شرب الخمر في المجتمعات ، يورد صاحب تفسير الأمثل الكثير من هذه المخاطر ومنها:
    1- في إحصائية صدرت في بريطانيا بشأن الجنون الكحولي و مقارنته بالجنون العادي، جاء أنّه في مقابل (2249) مجنونا بسبب الإدمان على الخمر هناك (53) مجنونا فقط لأسباب مختلفة أخرى .
    2- و في إحصاء آخر من أمريكا أنّ 85 من المصابين بأمراض نفسية هم من المدمنين على الخمر .
    3- في فرنسا يموت كلّ يوم 440 شخصا ضحية للخمور .
    6- تقول إحصائية أخرى من أمريكا: أنّ عدد المرضى النفسانيين خلال سنة واحدة بلغ ضعف قتلاها في الحرب العالمية الثّانية، و يرى العلماء الأمريكان أنّ السببين الرئيسيين لهذا هما المشروبات الكحولية و التدخين .
    7- جاء في إحصائية وضعها عالم يدعى (هوگر) نشرها في مجلة (العلوم) بمناسبة عيد تأسيسها العشرين، قال فيها: أنّ 60 من القتل المتعمد، 75 من الضرب و الجرح و 30 من الجرائم الأخلاقية (بما فيها الزنا بالمحارم!) و 20 من جرائم السرقة، سببها المشروبات الكحولية، و عن هذا العالم نفسه أنّ 40 من الأطفال المجرمين قد ورثوا آثار الكحول .
    8- الأضرار الاقتصادية للمشروبات الكحوليّة أحد علماء النفس المشهورين يقول: من المؤسف أنّ الحكومات تحسب ما تدر عليها المشروبات الكحولية من ضرائب، و لا تحسب الميزانية الضخمة التي تنفق لترميم مفاسد هذه المشروبات. فلو حسبت الحكومات الأضرار الناتجة من المشروبات الكحولية، مثل زيادة الأمراض الروحية، و إهدار الوقت و الاصطدامات الناتجة عن السكر، و فساد الجيل، و انتشار روح التقاعس و التحلّل، و التخلّف الثقافي، و المشاكل التي تواجه رجال الشرطة و دور الحضانة المخصّصة لرعاية أبناء المخمورين، و ما تحتاجه جرائم المخمورين من مستشفيات و أجهزة قضائيّة و سجون، و غيرها من الخسائر و الأضرار الناتجة عن تعاطي الخمور، و قارنت هذه الخسائر بما تحصل عليه من ضرائب على هذه المشروبات لوجدت أنّ الأرباح تكاد تكون تافهة أمام الخسائر، هذا إضافة إلى أنّ الخسائر المؤسفة الناتجة عن المشروبات الكحولية لا يمكن حسابها بالدولار، لأنّ موت الأعزّاء و تشتّت العوائل و تبدّد الآمال و فقدان الأدمغة المفكّرة لا يمكن حسابه بالمال.
    أضرار المشروبات الكحولية فظيعة للغاية، حتّى أنّ أحد العلماء قال: لو أنّ الحكومة ضمنت لي غلق حانات الخمور لضمنت لها غلق نصف المستشفيات و دور المجانين.
    كل ذلك لا يترك مجالا للشك و للأخذ و الرد حول الخطورة التي تتأتى من جراء معاقرة الخمر، و قد نهج الشرع نهجا وقائيا في التعامل مع الخمر بداية حيث قال الإمام الصادق : الشَّرَابُ كُلُّ مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ وَ كَثِيرُهُ حَرَامٌ . حتى لا يقول شخص أن الجرعة لا تسكر أو هذا النوع لا يسكر، فمن حيث المبدأ الخمر خمر ، قليله و كثيره حرام، و من ثم عليك أن تتحمل نتيجة هذا الفعل عقابا من أشد أنواع العقاب حيث ورد عن الصادق : قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ أَدْخَلَ عِرْقاً مِنْ عُرُوقِهِ شَيْئاً مِمَّا يُسْكِرُ كَثِيرُهُ عَذَّبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِكَ الْعِرْقَ بِسِتِّينَ وَ ثَلَاثِمِائَةِ نَوْعٍ مِنَ الْعَذَابِ .
    و يعتبر شرب الخمر من عوامل رفض العمل حيث ورد في الحديث : حَضَرْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع وَ رَجُلٌ يَسْأَلُهُ عَنْ شَارِبِ الْخَمْرِ أَ تُقْبَلُ لَهُ صَلَاةٌ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ شَارِبِ الْمُسْكِرِ أَرْبَعِينَ يَوْماً إِلَّا أَنْ يَتُوبَ قَالَ لَهُ الرَّجُلُ فَإِنْ مَاتَ مِنْ يَوْمِهِ وَ سَاعَتِهِ قَالَ تُقْبَلُ تَوْبَتُهُ وَ صَلَاتُهُ إِذَا تَابَ وَ هُوَ يَعْقِلُ فَأَمَّا أَنْ يَكُونَ فِي سُكْرِهِ فَمَا يُعْبَأُ بِتَوْبَتِهِ .
    و لا بأس ببيان سبب الحرمة حيث ورد عن الصادق : سَأَلَ زِنْدِيقٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع لِمَ حَرَّمَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَ لَا لَذَّةَ أَفْضَلُ مِنْهَا قَالَ حَرَّمَهَا لِأَنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثِ وَ رَأْسُ كُلِّ شَرٍّ يَأْتِي عَلَى شَارِبِهَا سَاعَةٌ يُسْلَبُ لُبُّهُ فَلَا يَعْرِفُ رَبَّهُ وَ لَا يَتْرُكُ مَعْصِيَةً إِلَّا رَكِبَهَا وَ لَا يَتْرُكُ حُرْمَةً إِلَّا انْتَهَكَهَا وَ لَا رَحِماً مَاسَّةً إِلَّا قَطَعَهَا وَ لَا فَاحِشَةً إِلَّا أَتَاهَا وَ السَّكْرَانُ زِمَامُهُ بِيَدِ الشَّيْطَانِ إِنْ أَمَرَهُ أَنْ يَسْجُدَ لِلْأَوْثَانِ سَجَدَ وَ يَنْقَادُ حَيْثُمَا قَادَهُ.
    و كان من النهج الوقائي أيضا تحريم كل أنواع التعامل التي تتصل بالخمر ، حتى الجلوس على مائدة الخمر ، قَالَ الصَّادِقُ ع لَا تُجَالِسُوا شُرَّابَ الْخَمْرِ فَإِنَّ اللَّعْنَةَ إِذَا نَزَلَتْ عَمَّتْ مَنْ فِي الْمَجْلِسِ .
    و في حديث آخر : ِ وَ شَارِبَهَا وَ عَاصِرَهَا وَ مُعْتَصِرَهَا وَ بَائِعَهَا وَ مُبْتَاعَهَا وَ حَامِلَهَا وَ الْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ وَ آكِلَ ثَمَنِهَا سَوَاءٌ فِي عَارِهَا وَ إِثْمِهَا أَلَا وَ مَنْ سَقَاهَا يَهُودِيّاً أَوْ نَصْرَانِيّاً أَوْ صَابِئِيّاً أَوْ مَنْ كَانَ مِنَ النَّاسِ فَعَلَيْهِ كَوِزْرِ مَنْ شَرِبَهَا أَلَا وَ مَنْ بَاعَهَا أَوِ اشْتَرَاهَا لِغَيْرِهِ لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْهُ صَلَاةً وَ لَا صِيَاماً وَ لَا حَجّاً وَ لَا اعْتِمَاراً حَتَّى يَتُوبَ مِنْهَا .
    السلاح الثالث : حب المال:
    وصفه أمير المؤمنين بأنه سهم الشيطان ، و السهم يأتي الشخص على حين غرة و يصطاده اصطيادا، و كذلك حب المال فإنه يصطاد الإنسان من خلال الطمع و البخل ، من خلا لالكذب و الغش و الخداع .
    ورد في القرآن أوصاف للمال منها أنه فتنة : وَ اعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَ أَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيم‏ ، و الفتنة تشوه خط و طريق الإنسان ، و تحرفه عن الصراط المستقيم.
    إن المنهج الاسلامي الطبيعي أن تسعى بالعمل و الجهد من أجل تحصيل كفاف حياتك، و تصرف نفسك عن الحاجة للناس، و من ثم تقوم بإنفاق جزء من مالك في سبيل الله و لسد حاجة المحتاجين، و لكنه يرفض كنز المال و وجمعه رفضا شديدا، و يعتبر تكيس الثروة فوق الحاجة ، بأي طريق من الطرق مسألة غير مشروعة، كما ورد في الآية القرآنية: وَ الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ وَ لا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمى‏ عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى‏ بِها جِباهُهُمْ وَ جُنُوبُهُمْ وَ ظُهُورُهُمْ هذا ما كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ الكهف الْمالُ وَ الْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا .
    و بعد هذا التخويف لا بد للبيب من التدبر،و إن كنا لا نقصد الابتعاد عن جمع المال ، بل الابتعاد عن التكاثر في هذا المال بحيث يلهي الإنسان عن الله ، فعليك بالتدبر في طريقة تحصيل المال فقد ورد عن الصادق فِي قَوْلِ اللَّهِ كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ قَالَ هُوَ الرَّجُلُ يَدَعُ الْمَالَ لَا يُنْفِقُهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ بُخْلًا ثُمَّ يَمُوتُ فَيَدَعُهُ لِمَنْ يَعْمَلُ بِهِ فِي طَاعَةِ اللَّهِ أَوْ فِي مَعْصِيَتِهِ فَإِنْ عَمِلَ بِهِ فِي طَاعَةِ اللَّهِ رَآهُ فِي مِيزَانِ غَيْرِهِ فَزَادَهُ حَسْرَةً وَ قَدْ كَانَ الْمَالُ لَهُ أَوْ عَمِلَ بِهِ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَهُوَ قَوَّاهُ بِذَلِكَ الْمَالِ حَتَّى عَمِلَ بِهِ فِي مَعَاصِي اللَّه‏ .
    المال يوفر لنا حاجاتنا ومتطلباتنا المعيشية ، ويحقِّق لنا الرفاه في الحصول على بيت وسيارة وحياة زوجية ، وتأمين نفقات السفر والترويح ، كما ننفق منها في البرّ والخير والإحسان . فإذا تمّ تأمين ذلك يصبح المال الآخر فضلة أو زيادة عن الحاجة، وربّما انتفعنا من الزيادة في ظروف معيشية أصعب لا نضطر فيها إلى الاستدانة أو الاستعطاء .و لكن المال عبارة عن قوة آنية لا تستمر مع الإنسان إلى ما لا نهاية ، و لذلك عبر الإمام علي أن خزان المال هلكوا و هم أحياء. و الله لا يريد لمن هو في إطار السير الصحيح نحو الله أن ينغمس في هذه الوحول الدنيوية ، و هي انحراف عن الترقي الطبيعي عن الدنيا و زخارفها إلا بمقدار الحاجة.

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 20 مايو 2024, 11:48 am